2 index
ثورةُ الدُّمُوع

كُنْتُ جَالِساً لِوحدي أَتأَمّلُ في أَحْداثِ التأريخِ.. فَإِذا بالتأريخِ يَفْتَحُ أَمامِي سَتائِرَهُ.. سِتارَةً بعدَ أُخرى.. حَتّى وَجَدْتُ نَفْسِي أَدْخُلُ بِنايَةً تَخْتَلِفُ فِي طرازِها عَنْ بِناياتِ هذا العَصْرِ.. فَوَقَفْتُ مَذْهُولاً لِما أُشاهدُهُ أَمامِي.. رِجالٌ يَرْتَدُونَ الزيَّ الاِسلامِيَّ.. وَتَتَعالى مِنْ أَفْواهِهِمْ قَهْقَهاتُ ضِحْكٍ عاليةٌ.. وتُدارُ بَينَهُمْ كؤوسُ الخَمْرِ.. وتَصْخَبُ المُوسِيقى فَتَتَمايَلُ الراقصاتُ على أَنْغامِها بِحَركاتٍ مُغْرِيَةٍ للغايَةِ.. وَرَغْمَ ارْتِفاعِ أصْواتِ الضَحِكِ.. وَصَخَبِ المُوسِيقى والغِناءِ.. إِلاّ إنّي سَمِعْتُ صَوتَ بُكاءٍ ونَحِيبٍ يَنْسابُ إلى مَسامِعي.. فَخَرَجْتُ لاَِتَعَرَّفَ عَلى ذلِكَ الشخْصِ.. وَأَقِفُ عَلى سَبَبِ بُكائِهِ.. وَإِذا بِي أُشاهِدُ شَيْخاً مُسِنّاً يُتَمْتِمُ قائِلاً وَهُوَ يَسِيرُ عَلى جانبٍ مِنَ الطَريقِ بِالقُرْبِ مِنّي : ـ تَبَّاً لَكُمْ أَيُّها الاَُمَوِيُّونَ وَسُحْقاً.. أَيُّ عَصْرٍ هذا